النهار – رلى خالد
حلّ بابا الشباب الطوباوي يوحنا بولس الثاني ضيفاً مكرّماً في منطقة جزين، التي أحبّ وخصها بالتفاتة مميزة.
فجزين هذه البقعة الصغيرة من العالم، لفتت انتباه البابا الخبير بمحاربة الشيوعية والنازية، بمعاناتها أثناء الحرب، فأرسل اليها موفداً يمثله، أقام سنوات مع أهلها، فشد عزيمتهم وساهم في شكل مباشر في صمودهم وبقائهم في أرضهم.
وتحت عنوان "لا تخافوا افتحوا ابوابكم للمسيح"، وفي رعاية المطران الياس نصّار، نظمت لجنة العمل الرسولي والشبيبة في أبرشية صيدا المارونية، لقاء روحياً مع الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني الذي حضر في ذخائر أرسلت هدية للبنان، استقبلتها منطقة جزين في زيارة هي الأولى، وتحديداً رعية القديسة تقلا في بلدة بكاسين، في خطوة تكريمية، كانت مقررة قبل اعلان الفاتيكان عن العجيبة الأخيرة للبابا يوحنا بولس الثاني، التي شفى فيها امرأة كانت في حال موت سريري، ما قد يسرّع إعلان قداسته في الشهور المقبلة.
وتميّز اللقاء الذي أقيم في باحة كنيسة القديسة تقلا في بكاسين بدءاً من الثالثة من بعد ظهر الأحد 11 آب 2013، ببرنامج مطوّل للشباب، واستهل اللقاء بعرض وثائقي عن حياته، فشهادات حية لجمعيةMission de vie الدينية فتأمل وسجود أمام القربان المقدس واعترافات.
أما القداس الاحتفالي الذي أقيم عند السادسة والنصف، فتميز بمشاركة كثيفة وحاشدة للمؤمنين من منطقة جزين.
لفيف من كهنة الأبرشية ورهبانها حملوا ذخائر الطوباوي، وهي عبارة عن نقطة دم للطوباوي، أخذت من عينة دم سحبت له أثناء مرضه لاجراء فحوص مخبرية وحفظت بعد وفاته، موضوعة في غصن من الزيتون المذهب، والزيتون يرمز الى شجرة الزيتون التي باركها المسيح فأعطت ثمار الحياة.
ونقلت الذخائر من داخل كنيسة القديسة تقلا، الى جانب المذبح الخارجي، وسط الأناشيد والترانيم الدينية لجوقة شبابية بامتياز خدمت القداس عزفاً وترنيماً، حيث ترأس راعي الأبرشية المطران الياس نصار الذبيحة الإلهية.
أما العظة فأرادها راعي الأبرشية كلمة شكر ووفاء وتقدير من جزين ومنطقتها للبابا يوحنا بولس الثاني، على المحبة التي أحاط بها هذه المنطقة وأبناءها في حياته، فتردّ له بعضاً من هذا الجميل بوقفة شكر وصلاة ترفعها الى الله على نيته، لتعلن الكنيسة قداسته في القريب العاجل.