النهار

احتفلت مدرسة دير المخلص في جون، في منطقة اقليم الخروب، وفي رعاية الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت جان فرج، بعيد سيدة البشارة شفيعة المدرسة.
وقال رئيس المدرسة الأب عبده رعد: "لم نعد في حاجة الى دراسات لمعرفة نسبة الفساد المستشري في وطننا، من لقمة العيش إلى قمة النظام. لم نعد في حاجة إلى إعلام لنرى أنهر الدماء تتفجر من منابع الطائفية وتصب في بحور التعصب والأنانية. لم نعد في حاجة الى متنبئين ليخبرونا عن ويلات مقبلة. فالقلق يلفنا، خوف من عدو من الجنوب ومن أهوال من الشرق والشمال ومن سياسات ما وراء البحار. والخوف الأكبر من انقسامنا من الداخل، وكل مملكة تنقسم على نفسها تخرب، إنه زمن صعب".
وقال الأرشمندريت فرج: "ليست صدفة أن تحمل هذه المدرسة اسم سيدة البشارة، وتضم بين حناياها مسيحيين ومسلمين. أتساءل اليوم هل كان مؤسسو هذا الصرح منذ قرابة 200 عام، سباقين في اختيار هذا اليوم عيدا وطنيا لكل أبناء الوطن. لا أظنها صدفة، إنها عناية الرب تقود أبناءه للعيش معا، وتجمعهم لتحصيل العلم معا، ومعا لبناء الإنسان والعائلة والوطن. يدعونا عيد البشارة الجامع والمفرح، للتأمل وأخذ العبر. يدعونا لأن نبدل نظرتنا إلى الحياة وإلى بعضنا البعض، فنكون إيجابيين ونستعمل كل طاقاتنا كي نحارب الشر في كل أشكاله، ونزرع الخير أينما حللنا".
ثم قال راعي ابرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك ايلي حداد: "لدي انطباع ان اللبنانيين عندما قرروا مسيحيين ومسلميين ان يعيدوا سيدة البشارة بدأت ذيول الحرب تختفي من مجتمعنا، فالمجتمع الذي تبنى هذا العيد لا يمكن ان يعود الى الوراء. فمن خلال عيد البشارة نبشر ذواتنا والآخر انه لا يمكن ان يؤثر الربيع العربي على المجتمع اللبناني الذي وعى في يوم من الايام ان هناك قيما واحداثا دينية مشتركة".
وتابع: "لا ارى بشارة في المنطقة العربية، بل ارى حروبا وليست حربا، حروبا عديدة وتفتتا وتقسيما في كل البلدان التي وقعت فيها الثورات".
وقدم رئيس المدرسة أيقونة الى حداد لمناسبة الذكرى الخامسة لسيامته الأسقفية، وأيقونة لآل عشي.