تتميّز منطقة جزين بغلاف طبيعي
نادر، وطبيعة خلاّبة تعتبر عامل جذب لزوّار هذه المنطقة، سواء من أبنائها المقيمين
خارجها أو من المغتربين الذين يقصدونها للتمتّع بمواقعها الخلاّبة. لكن طبيعة
جزين، لم تبرز يوماً كعامل استثمار سياحي إنمائي، خصوصاً من الناحية البيئيّة،
علماً أن المنطقة تعتبر سياحيّة بامتياز، وذلك يعود الى غياب التخطيط والاستثمار
في هذا القطاع بالذات، رغم توافر كل الإمكانات المطلوبة.
يعتبر "بيت الغابة" في حرج بكاسين، المشروع السياحي البيئي الأول من
نوعه، الذي ينفذه اتحاد بلديّات منطقة جزين، بالشراكة مع بلديّة بكاسين والقطاع
الخاص، وفق رئيس الاتحاد خليل حرفوش الذي أوضح لـ"النهار"، أن المشروع
"المموّل من الاتحاد الأوروبي منذ عام 2006، والذي نفذ بعد إعادة تصميمه
بالكامل عام 2010، سيكون مركز استقطاب للسيّاح البيئيين، اللبنانيين والأجانب،
وسيعتمده اتحاد البلديّات بالشراكة مع القطاع الخاص الذي سيتولى تشغيل هذا
المشروع، ممثلاً بشركة “Knee Roots” التي
تملكها تانيا ناضر (ابنة بكاسين). وقد شعرنا بالارتياح، بعد تسلّم الشركة للمشروع،
كونها تتمتّع بكل
المؤهلات والكفايات لإنجاحه".
وأكد "أن مشروع "بيت الغابة" الذي سيفتتح في حزيران المقبل، يتزامن
مع إطلاق شرعة تحويل منطقة جزين الواقعة في نطاق الاتحاد الى " Park Regional"، مع ما يرافق ذلك من
التزام رؤساء البلديات سبل التعاطي مع الطبيعة وسلامة البيئة والبناء، في مقابل
تحويل المنطقة مقصداً للسيّاح من مختلف دول العالم".
ورأى حرفوش "أن السياحة البيئيّة تؤثر مباشرة على تنمية المرافق السياحيّة
عموماً، لذلك سنستغل طبيعة جزين على نحو إيجابي لتنشيط الحركة السياحيّة في
المنطقة وتوفير فرص عمل لأبنائها".
إعداد البنى التحتيّة
تحضيراً لإطلاق المشروع، أعدّ الاتحاد البنى التحتيّة
لتسعة مسارات مخصّصة للمشي في الطبيعة، فضلاً عن الموقع المخصص للهبوط على الحبال canyoning، علماً أنه الأول من نوعه في
منطقة جزين، والثاني على صعيد لبنان بعد بلدة حمانا في الشوف، إذ يمتد من أعالي
الجبل الذي يتدفق منه نبع عزبيه نزولاً باتجاه وادي جزين.
ويجري حالياً الاعداد لدورات تدريب لهذا النوع من النشاطات وللأدلاّء السياحيين،
تتزامن مع التحضير لافتتاح "كيوسك" سياحي في ساحة جزين، لتوزيع الخرائط
على الزوّار وكتيّبات سياحيّة تتضمّن مميّزات كلّ بلدة.
وكشف حرفوش "أن الموسم السياحي في منطقة جزين سينطلق في حفل افتتاح "بيت
الغابة" في 15 حزيران المقبل في حضور وزير السياحة. وسيشكل مشروع "بيت
الغابة" القاعدة الأساسيّة لكل النشاطات السياحيّة والبيئيّة، وخصوصاً أن
الاتحاد يدعم حالياً تنفيذ العديد من المشاريع منها: مشروع للتخييم في عازور،
ومشروع للتخييم ولعبة التيرو، وممارسة هواية ركوب الـ "A T V"
في حيطورة، بالتنسيق مع ادارة مشروع "بيت الغابة".
وتطرق الى نحو 50 فرصة عمل لأبناء المنطقة في هذه المشاريع، والى إطلاق ماركة
تجارية للمنطقة تسوّق تحت اسمها كل المنتجات في المنطقة، بعنوان "من
جزين"، وهي تعمل حالياً على انتاج الصنوبر والزيتون لتتوسّع في ما بعد لتشمل
كلّ المنتجات المحليّة، وذلك تطبيقاً للخطة الاستراتيجيّة العامة التي وضعها
الاتحاد لإنماء منطقة جزين".
إفادة بيئيّة واقتصاديّة
تقسّم صاحبة
الشركة المشغّلة لمشروع "بيت الغابة" تانيا ناضر حديثها عن المشروع الى
قسمين، فتتناول الغاية منه أولاً، "وهي توفيرالإفادة البيئية والاقتصادية
والاجتماعية لأبناء منطقة جزين، عبر مشروع بيئي إنمائي سيوفر لهم فرص عمل ويثبّتهم
في أرضهم، ويصرّف منتجاتهم المحليّة التي سيستهلكها المشروع بالدرجة الأولى في
مطعمه المتخصّص في المأكولات البلديّة والصحيّة، ويسوّق الباقي في متجر خاص داخل
المشروع".
ويتضمن المشروع، وفق ناضر، مطعماً زجاجيّاً يتسّع لنحو 180 شخصاً يقدّم المأكولات
اللبنانية البلديّة، ويستضيف أنواعاً محدّدة من الحفلات.
الى جانب المطعم، ثمّة كشك لبيع المونة البلديّة والمنتجات الحرفية، وآخر للوجبات
الخفيفة Snack، فضلاً
عن كشك لتأجير المستلزمات الرياضيّة الخاصة بالنشاطات التي ستقام داخل المشروع،
بالإضافة الى توفير معدات الـ canyoning في عزيبة، وBungalows
للمنامة، وموقع تخييم فاخر، الى مكتب استعلامات وحجوزات يوجه السيّاح وكلّ من يقصد
المشروع الى الاماكن السياحيّة في المنطقة.
أما النشاطات الرياضيّة، فهي متوافرة لكل الاعمار والفئات، بمن فيهم اصحاب
الإعاقات الجسدية الذين ستخصص لهم مسارات خاصة موازية للنشاطات العادية، أبرزها:
1- Hiking: يضم
المشروع مسارات لدروب المشي في حرج الصنوبر، وسيتم توجيه هواة هذه الرياضة الى
المسارات التي حددها الاتحاد في المنطقة.
2- Accrobranche و Mur
escalade – Rappel
3- Road Biking و Mountain
Biking، اذ سيتم تعليم الاولاد لمن هم
دون الـ 8 سنوات، ركوب الدراجات الهوائيّة عبر شراكة مع" Bike Generation"
المتخصصة في هذا المجال.
4- من النشاطات الجديدة والتي لم نألفها في معظم المشاريع السياحية في لبنان، سيتم
تأجير حمير للتنزه في الحرج، فضلاً عن تأمين مسارات للأحصنة، بالتعاون مع "Royding Club".
يخلق مشروع بيت الغابة العديد من فرص العمل الثابتة التي تصل الى 15 وظيفة، فضلاً
عن 25 أخرى موسميّة مع اعطاء الافضلية لأبناء المنطقة، "وسيعمل على مدى 10
أشهر في السنة ليقفل فقط في كانون الثاني وشباط من كلّ سنة"، وفق ناضر.
وكشفت "أن العديد من أعمال الطهو وتحضير الحلويات ستتكفل بها سيدات من الجوار
دعماً لمدخول العائلات المقيمة في المنطقة. كذلك أملت في "أن يكون المشروع
حافزاً للعديد من أبناء المنطقة الموجودين في العاصمة للعودة والاستثمار في
أرضهم".
وتطرقت ناضر أخيراً الى تقنيّة مميّزة سيعتمدها مشروع "البيت الغابة"
لتنقية مياه المجارير وإعادة استعمالها لريّ المزروعات، تقوم على انشاء "جور
صحيّة" تتضمّن معالجة لمياه الصرف الصحي بواسطة القصب station d'épuration a base de Roseau، بكلفة
بسيطة ومعقولة".