الجمهورية -
صدر اخيرا في بيروت اول دليل «شامل» يتناول النبيذ اللبناني وكرومه واقبيته ومصنّعيه القدامى والجدد، ويبرز مساهمة هذه الصناعة التي تشهد نهضة ودينامية في الاقتصاد اللبناني.
416 صفحة من المعلومات في كتاب باللغتين الانكليزية والفرنسية بعنوان "ذوّاق للنبيذ في لبنان"، كتبته الصحافية الفرنسية المقيمة في لبنان مورييل روزولييه، وتعاونت على طبعه دار "تاميراس" للنشر ومجلة "لو كومرس دو لوفان" الصادرة بالفرنسية.
وتشير المؤلّفة الى أن كتابها هو "أول دليل شامل ومستقلّ عن النبيذ اللبناني"، وتصفه بأنه "رحلة في عالم من اللذّة والذوق".
وتقول مورييال روزولييه لوكالة فرانس برس: "حاولنا ان نقدّم معلومات متنوّعة وغنيّة لجميع القراء، ونحن نتوجّه على السواء إلى محبّي النبيذ المحترفين ومتذوّقيه، وإلى الأقل معرفة به، ما يساعد القارىء على دخول هذا العالم".
ويعرض الكتاب لتاريخ صناعة النبيذ في لبنان وقصّة الكروم التي يملكها اللبنانيون في لبنان والخارج، متوقفاً عند مصنّعيه الجدد والقدامى، ويقدّم لائحة بأنواع النبيذ ونصائح لتعلّم فن تذوّقه.
وتوضح مورييل روزولييه: "استغرق تحضير الكتاب نحو عام، بين زيارة المناطق والابحاث والكتابة".
وولدت فكرة الكتاب بعدما قرّرَت روزولييه ذات يوم ان تقدّم هدية زجاجة نبيذ لبنانية لأصدقاء لبنانيين كانت تلبّي دعوتهم الى العشاء، فوجدت "ان النبيذ اللبناني ذو نكهة جيدة جدا".
وبعد اشهر، قررت ادارة المجلة ان تصدر عددا خاصا عن صناعة النبيذ في لبنان. وقالت روزولييه: "أرَدت مع رئيسة تحرير المجلّة سيبيل رزق ان نواكب نهضة هذه الصناعة وديناميّتها، وكان العدد ناجحا جدا".
ومنذ ذلك الحين، أثار النبيذ اللبناني أكثر فأكثر فضول الصحافية الفرنسية التي سبق ان كتبت "دجاجة مزركشة في بيروت"، وهو كتاب تتناول فيه الحياة اليومية للبنانيات.
وحرصت روزولييه على ان تقسّم كتابها إلى فصول، وفق المنطقة المنتِجة واهميّتها، وأرفَقتْها بخريطة وبطاقة تعريفية تقنية وصوَر للمصوّر الفرنسي غريغوري ديمارك. وتَعتبر ان عشر مناطق كبيرة تصنع النبيذ في لبنان: منطقة البقاع مثلا مقسّمة الى ثلاث مناطق، هي: زحلة والبقاع الغربي وبعلبك، فيما تتركّز صناعة النبيذ في الشمال في منطقتي البترون وبشرّي، اما جبل لبنان فمقسّم ما بين المتن وكسروان وبعبدا عاليه والشوف، إضافة إلى جزين جنوباً.
وتقول مديرة دار "تاميراس" للنشر تانيا حاجي توما مهنّا لوكالة فرانس برس: "نقاط قوّة الكتاب انه يتطرّق الى كل الحقول الزراعية الخاصة بإنتاج النبيذ وكل منتجي النبيذ حاليا في مختلف المناطق اللبنانية، وكذلك الى اللبنانيين الذين يعملون في مجال النبيذ في دول الاغتراب، وكل واحد يروي حكايته الجميلة، حكاية تعاون وحكاية عائلة وشغف".
ولم تجد موريال روزولييه صعوبة في استقصاء المعلومات حول العائلات التي تُعنى بإنتاج النبيذ، لكنها لاقت صعوبة في التطرّق الى تاريخ النبيذ في لبنان في غياب المعلومات والابحاث العلمية الجدية عن النبيذ اللبناني.
وتشدّد مهنا على ان "هذا الدليل يظهر ان النبيذ اللبناني هو من نوعية ممتازة وإنتاجه جيّد ومهم". وتقول: "ندرك عندما نقرأ الكتاب ان ارض لبنان ارض غنية لإنتاج النبيذ. هذه الصناعة تعاظمت في الاعوام العشرة الاخيرة".
وتَعتبر روزولييه ان "هذا المجال الزراعي هو الاكثر نجاحا وتصديرا في لبنان"، وتشير إلى أن "اكثر من ثمانية ملايين زجاجة نبيذ تنتج سنويّاً في لبنان".