النهار تربية وشباب:لأن المدارس الرسمية في لبنان تفتقر الى المكتبات العامة التي تتيح لتلامذتها القيام ببحوثهم والاطلاع على أكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة بالمناهج الدراسية، والتي تمكنهم من تمتين خلفياتهم الثقافية عبر القراءة الأدبية والعلمية، ولأن تلامذة لبنان يستحقون هذه الفرصة، كانت فكرة تأسيس "سبيل" لعام 1997. تعود فكرة اطلاق هذه الجمعية التي لا تتوخى الربح الى بعض المتخصصين في مجال الثقافة والتربية والكتاب، الذين بادروا الى الاتصال ببلدية بيروت "شريكة المؤسسة" كما تصفها لينا التنير رئيسة الجمعية التي تؤكد ان التواصل مع بلدية بيروت كان مثمرا، "إذ تم الاتفاق على ان تقدم البلدية مكانا يخصص لانشاء مكتبة عامة مجانية، وهذا ما حدث في الباشورة، حيث قمنا بتجهيز أول مكتبة عامة مجانية في بيروت من الألف الى الياء والتي افتتحت في عام 2000".
وتؤكد التنير ان النجاح الكبير الذي حققته هذه المكتبة "هو الذي دفعنا الى تكرار التجربة. ومجددا تعاونا مع بلدية بيروت وافتتحنا مكتبتين اضافيتين في العاصمة، ونحن اليوم نعمل على افتتاح مكتبة رابعة هي الاكبر وستكون هي مشروع السنة 2012".
لكن افتتاح المكتبات العامة لم يكن سينجح من دون متابعة وفق التنير، "لذا اتفقنا مع وزارة التربية أن تسمح لمديري المدارس بارسال تلامذتهم الى المكتبات"، اضافة الى قيام الجمعية بتزويد عدد كبير من المكتبات العامة خارج بيروت بالكتب.
"السنبلة تكبر"، بهذه الجملة تعبر التنير عن ثقتها من أن الاهداف التي قامت عليها الجمعية تتحقق تدريجا، "هدفنا ليس فقط افتتاح عدد كبير من المكتبات العامة لمجرد الافتتاح وليس زيادة عدد زوار هذه المكتبات لمجرد الزيادة، بل الهدف الرئيسي هو نشر ثقافة القراءة والمطالعة، لأن هذه الثقافة تحل الكثير من المشكلات التربوية والاجتماعية، والمكتبات العامة تجد مكانا يستطيع الشباب من خلاله قضاء بعض اوقاتهم بدل ان يقضوه في الشوارع". ثقة التنير نابعة من الارقام المتزايدة لعدد الزائرين للمكتبات ولأعداد الكتب المعارة، وكذلك لازدياد أعداد المدارس التي نتعاون معها".
وفي اطار المشاريع التي تدور في حلقة الهدف الرئيسي للجمعية، قامت الجمعية باطلاق مشروع الرزم المكتبية، الذي جاء رد فعل على التقرير الذي نشرته الـUNDP والذي اعتبر ان طلاب لبنان يجهلون الى حد كبير حقوقهم الاساسية، "لذلك تقدمنا من الوكالة العالمية الكندية للتنمية بمشروع الرزم الذي يعرف التلميذ بحقوقه في شكل تكون قابلة للاستخدام في المكتبات من المكتبيين، عندما يأتي زائرون". تتناول هذه الرزم ثلاثة مواضيع هي: المكان العام، احترام الآخرين، حرية التعيبر "قمنا بتقسيمها لتناسب ثلاث فئات عمرية مناسبة، لأن التعامل مع ابن السابعة غير التعامل مع ابن الخامسة عشر، وتتضمن هذه الرزم مجموعة من الكتب والافلام والنشاطات التي تعرف المتلقي على حقوقه، لكن أهمية هذه الرزم ليست هنا فقط، بل في انها تعلم المتلقي على كيفية تطبيق هذه الحقوق في حياته اليومية".
وتقول التنير: "لقد استبقنا اطلاق المشروع بدورات تدريب أجرتها الجمعية لمكتبيين من 17 مكتبة لتعليمهم كيفية استخدام هذه الرزم. وقد تم اختيار المكتبات العامة من المحافظات اللبنانية، ونحن نعمل باستمرار على تطوير هذه الرزم وتجديد مضمونها".