النهار - جوزيان لحود
منطقة شاسعة في جنوب لبنان على أطراف بلدة جزين وعند مدخل بلدة كفرحونة كانت متعة للنظر وقد خصتها الطبيعة بصخور خلابة ذات اشكال هندسية رائعة جعلت منها متحفا طبيعيا قل نظيره.
اكتب بالفعل الماضي لان هذا المتحف الطبيعي الاخاذ اصبح في خبر كان. وكنت اتمنى لو لم اشاهده منذ سنتين وانا في زيارة لأقارب لي في بلدة كفرحونة، لأن ما شاهدته البارحة وانا في الطريق الى تلك البلدة صعقني. ارض قاحلة عاثت فيها الجرافات والكسارات دمارا وخرابا. معامل للصخور منتشرة في ارجاء المنطقة وقد فتت وكسرت كل ما شاء الخالق ان يتحفنا ويخصنا به.
منظر اصبح شائعا في لبنان على اختلاف مناطقه ومذاهبه ومشاربه ويدعو الى التأكيد ان الخطر المتربص بهذا البلد والمؤدي الى زواله بالمعنى الحقيقي للكلمة ليس العدو الصهيوني فحسب، ولا مطامع الشقيقة ولا النظام الطائفي ولا مشكلة الشرق الاوسط المستعصية، الخطر على لبنان، الخطر الاوحد والدائم، هو الانسان اللبناني البشع والجشع، حثالة الشعوب والعروق مجتمعة.
لبنان اصبح على شاكلة هذا المخلوق اللبناني الهجين، ينؤ ببشاعاته ويلفظ آخر انفاسه.