النهار – رلى خالد
أطلقت في حرج بكاسين نشاطات أول مشروع سياحي - بيئي في منطقة جزين، يحمل اسم "بيت الغابة" ويتضمن أهدافاً عدة، أبرزها تنشيط السياحة البيئيّة في المنطقة وتنميتها اقتصادياً واجتماعياً.
مع افتتاح المشروع، باتت منطقة جزين محطة ثابتة تستهدف محبّي الطبيعة والنشاطات الرياضيّة التي يمكن ممارستها في أحضانها، من سيّاح وزوّار سيتمتعون بأجواء رائعة وإقامة فاخرة لا يمكن أن تتوافر الاّ في رحاب أكبر غابة صنوبر مثمرة في منطقة الشرق الأوسط.
من مميّزات نجاح هذا المشروع، أنه قائم على مبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص. اما الفكرة، فأبصرت النور مع اتحاد بلديات منطقة جزين، الذي باشر المشروع على أراضي الحرج الذي تملكه بلدية بكاسين، بتمويل من الاتحاد الاوروبي، وتمّ تلزيم شركة Knee roots ستكمال الأعمال فيه وإدارته.
وكانت النتيجة بعد نحو شهرين ونصف الشهر من تلزيمه، مدهشة لجهة السرعة في انجاز الأعمال، والخدمات المميّزة التي يوفرها المشروع، بدءاً من أجنحة التسوّق للمنتجات البلديّة والأشغال الحرفية المحلية على أنواعها، الى أماكن استئجار الألبسة والمعدات الرياضيّة المستخدمة في النشاطات.
وللراغبين في قضاء ليلة هادئة ورومانسيّة في أحضان الطبيعة، يمكنهم استئجار
Bungalows فاخر أو خيمة مجهّزة، ويستفيدون طوال اليوم من النشاطات الرياضية المتنوّعة التي يقدمها المشروع لكل الأعمار.
50 وظيفة ثابتة
رئيس بلدية بكاسين حبيب فارس أوضح لـ"النهار" ان بلدية بكاسين، أصرّت على تلزيم مشروع "بيت الغابة" المشيّد داخل حرج بكاسين الذي تملكه البلدية، لشركة خاصة صاحبتها من بكاسين وببدل رمزي، رغم توافر عروض مغريّة لمستثمرين كبار من خارج منطقة جزين، حاولوا الحصول على المشروع، وذلك لاعتبارات عدّة:
أولها: "ان المشروع يهدف الى تنمية منطقة جزين اقتصادياً عبر مشروع بيئي سياحي رائد، وبالتالي فإن أهالي المنطقة أولى بالاستفادة منه، وهم سيكونون أحرص على تشغيله في شكل يراعي الحرج والمنطقة من النواحي المختلفة، بخلاف شخص مستثمر غريب يبغي الربح بكل الوسائل".
ثانياً: "إن هذا المشروع يؤمن حالياً حوالى 50 وظيفة ثابتة ومتحركة لأبناء بكاسين ومنطقة جزين، وهو كان شرطنا الأساسي لتقديم الأرض لبناء المشروع، وهذا الموضوع سيكون مضموناً مع شركة أصحابها من بكاسين، ولن يكون كذلك مع شركة غريبة ستستقدم عمالاً أجانب على الأغلب".
ثالثاً: إن بلديّة بكاسين، ساهمت في تقديم قطعة الأرض بإيجار رمزي لإنجاح المشروع، الممّول من الاتحاد الأوروبي والمنفذ بإشراف وزارة التنمية الادارية، عبر اتحاد بلديات منطقة جزين مقترح هذه الفكرة، ايماناً منها بأهميته ومنفعته الاقتصادية والانمائية والبيئية لمنطقة جزين، ولم تكن تبغي الربح المادي منه، علماً أنه يحتل مساحة صغيرة داخل الحرج ولا يؤثر عليه من الناحية البيئية، من دون أن نغفل أن المشروع سيصبح بعد عشر سنوات من تاريخ افتتاحه ملكاً خاصاً لبلدية بكاسين وفق عقد تنفيذه.
لذلك، فإن أصوات النشاز التي تحاول الاضرار بهذا المشروع تبغي الحاق الضرر المباشر به وبالمنطقة لعدم بلوغها غايتها المنشودة بتحقيق الأرباح المادية، التي ستكون من نصيب المنطقة وأبنائها وليس تحقيقاً لأي مصالح ضيّقة وشخصية كما يبتغيها البعض".
أما حفل الافتتاح، الذي تميّز بحضور كل المساهمين والداعمين للمشروع، فركزت فيه الكلمات على أهمية المشروع حيال التوعية على حماية الطبيعة وتنشيط السياحة البيئيّة في منطقة جزين، وتحريك العجلة الاقتصادية وتحقيق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة. فتحدث رئيس اتحاد بلديات منطقة جزين خليل حرفوش، وصاحبة المشروع تانيا ناضر، وممثلة وزير الدولة للتنمية الادارية محمد فنيش السيدة هند الخطيب عويدات، وممثل سفيرة الاتحاد الأوروبي أنجلينا إيخهوريست، ماتشي ماديلينسكي، ومن محميّة أرز الشوف غسان جرادي، ورئيس بلدية بكاسين حبيب فارس الذي قال "في إحدى المناسبات لتكريم جبران خليل جبران قال أحد المتكلمين "إنني أكره الله والطبيعة وجبران لأنهم خالدون وأنا فانٍ"، أما نحن في بكاسين وقضاء جزين فإننا نحب الله لأنه جعلنا أبناء له وأعطانا هذه الطبيعة الفردوس، لنكون أيضاً خالدين".
اتفاق تعاون
تخلّل حفل الإفتتاح توقيع اتفاق تعاون بين محميّة أرز الشوف واتحاد بلديات منطقة جزين، تضمّن تبادل السيّاح والاعلان عن السعي لإنشاء أول متنزه جيولوجي في منطقة جزين، إضافة الى إدراج "الأونيسكو" منطقتي الشوف وجزين في خريطة الشبكة الدولية للجيولوجيا العالمية، وتبنّيها المنتجات المحلية التي تحمل العلامة التجارية "من جزين" التي أطلقها اتحاد بلديات منطقة جزين، وذلك تسهيلاً لتسويقها في الدول الأوروبية.
من جهة أخرى، أطلق اتحاد بلديات منطقة جزين عدداً من الأنشطة الرياضيّة والسياحيّة توزعت على قرى عدة في منطقة جزين، خصوصاً أن "بيت الغابة" سيكون المرجع السياحي في المنطقة الذي يوجّه السيّاح نحو مقصدهم.