تكثر في منطقة جزين المعالم التي تدل على تاريخها العريق ونضال أهلها. فسراي جزين الشهيرة بنيت في عهد المتصرّف نعوم باشا العام 1898 إبّان تسلّم سليم بك عمّون منصب قائمقام جزين المتصرفية وهي على الطراز الهندسي العثماني.
كما فتح عمّون عام 1898 في الشير الذي كان يغلق مدخل جزين من جهة الجنوب، معبوراً يربط صيدا بجزين، يمرّ فيه الزائر وســط رهبة الصخور وإلــى جانبه تمثال للسيدة الــعــذراﺀ مريم.
أمــا مغارة الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير فهي تقع في الشير الصخري على بعد 500 م شمال شــلال جــزيــن، وهــي عــبــارة عــن نفق يدخله الإنسان زحفاً وله باب واسع مستدير. فسحة المغارة 30 ×20 متر التجأ إليها الأمير فخر الدين المعني الثاني هرباً من العثمانيين.
اما مغارة الامير قرقماز وتعرف ايضاَ باسم قلعة شقيف تيرون فهي تبعد عن مغارة الامير فخر الدين نحو ساعة تقريباً التجأ اليها الامير قرقماز المعني عام 1585 م هرباً من العثمانيين ومات مسجوناً فيها.
المصدر: منطقة جزين سحر يحاكي هيبة الزمن
الأستاذ غسان رحال.
تتميّز جزين بموقعها الجغرافي الـــذي جــعــل مــن مناخها "وصــفــة طبية" ينصح بها الأطباﺀ لمن يعاني من مشاكل الربو وأمــراض الجهاز التنفسي والأمراض الصدرية، إضافة الــى تــوفــر الــخــدمــات والنشاطات السياحية ما جعلها مقصداً للسياح اللبنانيين والعرب والأجانب من مختلف أنحاﺀ العالم.
يحتل قضاء جزين السفح الغربي لجبل نيحا مع قسم هام من جبل الريحان وهي تمتد من مشارف مدينة صيدا وحدود قضاء الزهراني والنبطية غرباً، الى قمم سلسلة جبال لبنان الغربية من تومات جبل نيحا حيث البقاع شرقاً. كما يرسم مجرى نهر الليطاني عند الجرمق حدوده الجنوبية مع قضائي مرجعيون وحاصبيا ومجرى نهر الاولي حدوده الشمالية مع الشوف.
تخترق بلدة جزين مياه نبع جزين وتقسمها قسمين ثم تترامى من علو شير صخري يرتفع 80 متراً ويــطــلّ على حــرج صنوبر بكاسين ويسمى شــلال جزين. وتقوم على مجرى المياه من النبع إلى الشلال مطاعم سياحية عدّة ومقاه تقدّم الموائد اللبنانية السخية في جوّ من نشوة الطبيعة.
اما نبع عزيبة فينبع من سفح جبل نيحا، موقعه في الطرف الشمالي الشرقي لمدينة جزين ويؤمن مياه الشفة لبعض بيوتها ويتصل بالمدينة بأنابيب جرّت فوق جسر أثري – جسر الخلاص- انشأه المتصرف رستم باشا ( 1873-1883). تسمية الخلاص تعبر عن مدى ما كانت عليه الحاجة لمثل هذا الجسر للعبور في فصل الشتاء.
تجدر الاشارة الى ان جزءً من مياه نبع عزيبة اقيم عليه مشروع برك لتربية اسماك الترويت وهو الاول من نوعه في لبنان انشىء عام 1954. ويستفاد من مياه هذا المشروع لري اراضي عزيبة.
المصدر: منطقة جزين سحر يحاكي هيبة الزمن
الأستاذ غسان رحال.