ماريا الهاشم - النهار
من النجوم والمجرات إلى أرض التكريم والواقع، حطّ المدير التنفيذي لمركز "إيباك" في وكالة الفضاء الأميركية "الناسا" البروفسور جورج الحلو في حفل تكريمه الذي أقامه ديوان أهل القلم في الأونيسكو أمس.
"نحتفي بالحلو كي يكون قمر الموسم"، قال مقدم الحفل عماد شرارة، "هو القادم من جزين، من رفة البال وشطحة الخيال وشلاّل الرجال الرجال... قادم من سيوف الحرير، دربه الشمس. عيناه تحدّقان في الآفاق تتوثبان من سيرته العلمية أنوار أيام واعدة".
"هو الجنوب"، قالت رئيسة ديوان أهل القلم الدكتورة سلوى الخليل الأمين التي توقفت عند الإنجازات اللبنانية التي سطّرها اللبناني الذي "انبسط شراعه حرفاً". وانتقلت إلى المكرَّم قائلة: "استطاع المبدع اللبناني العالمي جورج الحلو بقدرة عقلية خارقة أن يرشق الحياة بشرارات عقله اللبناني المشعّ". واستطردت إلى مسيرة ديوان أهل القلم المنطلق منذ عام 1999، وقد وضع نصب عينيه "التفتيش عن الطاقات اللبنانية المبدعة، والسعي الحثيث خلف إبداعات اللبناني في الخارج".
وعرض شريط وثائقي عن الحلو الذي سرد فيه تخرجه في الجامعة الأميركية في بيروت وسفره إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث أنهى الدكتوراه. ومن العمل الموقت هناك إلى العمل الدائم حيث "مجالات العمل جذابة". إلى أن غدا مدير مركز أشعة تموله الناسا.
ولمسقط الحلو كلمة، ألقاها رئيس اتحاد بلديات جزين الدكتور خليل حرفوش الذي رأى أن "منطقة جزين خرّجت العشرات لا بل المئات من المثقفين في مختلف الميادين". ووجه التحية إلى ابن البلدة المكرّم الذي "تألق ولمع كالنجوم". واعتبر أن جزين تعيش حقبتها الثانية ببروز عدد كبير من العلماء بينهم الحلو. وختم: "بلدة جزين تفتخر بك وتعتبرك سفيرها إلى الخارج".
إلى كلمة معاصر الحلو في الجامعة الأميركية البروفسور خليل بيطار من دائرة الفيزياء في الجامعة الأميركية: "كان سبّاقاً في تفسير أطياف المجرات، كما كان له الفضل في تفسير العلاقة بين الإشعاعات... هو فخر لنا كأساتذة". وسأل: "إلى متى سنبقى ننتظر حتى يستطيع علماؤنا أن يقوموا ببحوثهم في جامعاتنا اللبنانية؟".
كلمة الشباب والطاقات الاغترابية ألقاها الامين العام لمجلس الخصخصة في لبنان زياد حايك الذي أثنى على الحضارة اللبنانية التي "نشرت النور والحرف والمعرفة حيث حلت". ورأى ان "اللبناني المهاجر يحب لبنان أكثر مما يحبه اللبناني المقيم. فحبذا لو اقتدى المقيم بالمهاجر". وتوجه إلى المحتفى به قائلاً: "بتكريمك يكرمون كل مهاجر على إنجازاته وبطولاته".
أستاذ الحلو الشاعر وليم حسناوي أعرب عن فخر الأستاذ بالتلميذ شعراً، مستذكراً حين كان الحلو "يلقى العلم بشغف وعلى جبينه فجر"، وكان "مميزاً لا تعصاه معضلة.
أما ممثل رئيس الجمهورية للفرنكوفونية البروفسور خليل كرم فرأى في المكرَّم "أحد القدامسة... فجنح كالنسر محلّقاً فوق الذرى... جوّاب الآفاق هذا حطّ رحال وكالة الفضاء الأميركية. الحلو مفخرة بل منارة شعّت وفتحت ما استغلق على الفكر اللبناني". وخلص إلى أن أفق لبنان لن يضيق ما دام ينبض بهذه "القامة من القامات اللبنانية".
كلمة وزير الثقافة غابي ليون ألقاها نيابة عنه الدكتور أدونيس العكرة الذي قال: "عندما شرّفني الوزير تمثيله ساءلت نفسي هل ثمة معنى لهذا الاحتفال سوى أن العلم هو جسر العبور إلى ثقافة المواطنة؟". ودعا إلى الخروج بالعلم من "دفاتر العلامات والشهادات الورقية إلى الساحات العامة من خلال التربية على ثقافة المواطنة"، والابتعاد من "ثقافة التلقين وكسب العلامات من أجل النجاح التي تجعلنا نخاف على أبنائنا ونخاف منهم". وختم متوجها إلى الحلو: "يشرفني أن أقول لك إنك من الذين يصنعون حجم هذا الوطن وفي حساب مساحته تدخل أسماؤهم".
ثم تلا قريب الحلو، إيف الحلو، رسالة من أبناء المكرّم. وكان تقديم الدروع