مجلة الاقتصاد والاعمال العدد 15 تشرين الاول – 15 تشرين الثاني 2011
العام 2005، صدر مرسوم تأليف اتحاد بلديات منطقة جزين وكان يومها يضم 23 بلدية.
منذ عام تقريباً، وبعد تسلم الاستاذ خليل حرفوش رئاسة الاتحاد، تشهد منطقة جزين ورشة انمائية مستمرة، من تلزيم دراسة مشروع الصرف الصحي في القضاء بتمويل فرنسي، الى فرز النفايات واقامة المشاريع السياحية وتشجيع الناس على العودة وثباتهم في ارضهم، وهو الشعار الذي رفعه رئيس الاتحاد ويعمل جاهداً على تطبيقه من خلال محاربة بيع الاراضي من جهة، ووضع خطة استراتيجية انمائية طويلة الامد تسمح بتنفيذ المشاريع وخلق فرص عمل وبالتالي بقاء المواطنين في ارضهم من جهة اخرى.
ما هي هذه المشاريع وكيف يتم تمويلها وهل تحقق الغاية المرجوة منها على صعيد توفير فرص العمل؟
26 بلدية:
يضم اتحاد بلديات منطقة جزين 26 بلدية ويشمل نطاقه: جزين، وادي جزين، بكاسين، صباح، الميدان، مشموشة، سنيا، زحلتي، حيطورة، بنواتي، بتدين اللقش، ريمات وشقاديف، قطين وحيداب، قيتولي، الحمصية، روم، عازور، صفاريه، لبعا، عاراي، صيدون، المجيدل، كرخا، جرنايا، كفرفالوس، كفرجرة، اضافةً الى 18 بلدة ليس لديها مجلس بلدي.
المشاريع 970 الف يورو
رغم الامكانات الضئيلة، يمضي اتحاد بلديات منطقة جزين بطريقة جدية بتنفيذ وانجاز المشاريع مستفيداً كما يقول حرفوش "من العلاقات القوية التي يبنيها الاتحاد مع الدول الخارجية وفي مقدمهم الاتحاد الاوروبي والجهات المانحة والتي نستطيع من خلالها تأمين المساعدات المالية اللازمة. حيث ننفذ مشاريع بكلفة اجمالية 970 الف يورو وهي تضم: مشروع تأهيل سوق السد التراثي في جزين، مشروع تأهيل البحيرة في جزين، مشروع بيت الغابة في بكاسين، وانشاء حديقة عامة في روم".
سوق السد التراثي:
يتجاوز عمر هذا السوق 150 عاماً، وظهر بحلته الجديدة بعد الانتهاء من اعمال التأهيل والترميم التي استغرقت اشهراً من العمل المتواصل.
هذ المشروع نفذه اتحاد بلديات منطقة جزين بهبة من الاتحاد الاوروبي بلغت قيمتها 292 الف يورو يديرها مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية.
يبلغ عدد المحال التجارية في السوق ستين محلاً، بينها: مطاعم ومقاهي ومحال مخصصة لبيع الصناعة الحرفية الجزينية.
رُفعت داخل السوق اعمدة انارة امام المحال التجارية، وتم تأهيل الواجهات التجارية بما في ذلك توحيد الابواب الخشبية فضلاً عن اعتماد آرمات وستائر موحدة ووضع شرفات من القرميد فوق عدد من المحال التجارية. تم افتتاحه في 30 تموز 2011.
السياحة البيئية:
تتميز منطقة جزين بطبيعتها الخلابة وتنوع تضاريسها وبشلالها الذي يُنصح بزيارته خلال فصلي الشتاء والربيع وبغابة الصنوبر التي تمتد من بكاسين الى صباح، بنواتي، الميدان، بتدين اللقش، قيتولي، حيطورة، المكنونية وحيداب وهي الاكبر في الشرق الاوسط (تبلغ مساحتها قرابة 500 هكتاراً)، ما جعلها في السنوات الاخيرة مقصداً لهواة السياحة البيئية ودفع اتحاد بلديات منطقة جزين الى اقامة مشاريع حيوية لاستثمار الغنى الطبيعي وجعل السياحة البيئية مقصداً اولياً للسياح.
مشروع بيت الغابة في بكاسين:
يقع في وسط غابة الصنوبر في بكاسين، ممولٌ من الاتحاد الاوروبي بهبة بلغت قيمتها 320 الف يورو.
يتضمن هذا المشروع انشاء اكواخ سياحية، حيث سيقصده الزوار للراحة والاستجمام والتنزه في الطبيعة وشراء المونة البلدية والصناعات الحرفية، اضافة الى هواة ركوب الدراجات الهوائية وهواة رياضة المشي حيث خُصصت لهم اماكن معينة لممارسة هذه الهواية في احضان الطبيعة.
مشروع تأهيل البحيرة في جزين:
تتوسط هذه البحيرة مطاعم ومقاهي جزين، ويتضمن اعادة تأهيلها: توسيع جسر البحيرة، انشاء ارصفة، ترميم الجدران بأحجار بحرية، وضع نوافير للمياه، تركيب انارة وزراعة اشجار من حولها.
بلغت كلفة هذا المشروع 241 الف يورو وهو ممول ايضاَ من الاتحاد الاوروبي.
اضافة الى ذلك، حصل اتحاد بلديات منطقة جزين على مبلغ 120 الف يورو من الاتحاد الاوروبي لاقامة مكتب سياحي و80 الف يورو لمشروع سياحي في قيتولي، كما يقوم الاتحاد بالتعاون مع شركة Beyond Beirut بوضع خطة سياحية وتأمين خرائط سياحية للمنطقة والبلدات.
الخطة الانمائية:
انطلق اتحاد بلديات منطقة جزين الى وضع خطة انمائية عنوانها العريض"تثبيت الشباب في ارضه"، من المتوقع ان يطلقها خلال الشهر المقبل.
وقد كلف احدى الشركات المتخصصة، باعداد دراسة انمائية بالتعاون مع المجتمع المدني والهيئات المحلية وتشمل الخطة المجالات التالية: السياحة، البيئة، التنمية الاجتماعية، الزراعة، الصناعة، الثقافة، الصحة، البنى التحتية بما فيها التنظيم المدني.
ويؤكد رئيس الاتحاد "وجود دراسة دقيقة لكل من هذه المواضيع مع عرض للمشاكل واقتراح حلول سينتج عنها حوالي 120 مشروعاً سينفذ وفق الاولوية".
وفي هذا السياق، يشير حرفوش الى وجود "دراسة لمشروع البان واجبان سيقوم الاتحاد بتمويله ما يؤدي الى خلق فرص عمل من جهة وتشجيع مربي الابقار من جهة ثانية".
كما يشيد حرفوش بالتعاون القائم مع القطاع الخاص اذ ان "الاتحاد قام في الفترة الاخيرة بدور الوسيط بين ثلاثة مستثمرين لانشاء شركة زراعية في المنطقة".
معمل معالجة النفايات:
يسعى اتحاد بلديات منطقة جزين الى انشاء معمل خاص لفرز ومعالجة النفايات في منطقة جزين باعتباره "الحل المثالي والنهائي لمشكلة النفايات" كما يقول حرفوش، مضيفاً "ان جمع النفايات ورميها في مكب خاص خارج المنطقة من قبل احدى الشركات الخاصة ليس حلاً بيئياً دائماً انما مؤقت".
ويرى حرفوش ان ذلك يجب "ان يترافق مع الفرز من المصدر خصوصاً بعدما اطلق الاتحاد في العام الماضي حملة فرز النفايات في المدارس الرسمية والخاصة ومن المرجح ان تعمم هذه التجربة على 5 قرى في مرحلة اولية".
كما "يعمل الاتحاد على مشروع فرز النفايات الطبية من المستشفى والعيادات والمستوصفات نظراً لما تسببه هذه النفايات من ضرر بيئي وصحي".
وقد ابرم الاتحاد في هذا الاطار اتفاقاً مع جمعية Arc en ciel التي تعنى بجمع النفايات الطبية وتنظيفها Auto clavage على ان يتم لاحقاً تفتيتها ورميها مع النفايات العادية.