نيكول طعمة – النهار
يخوض لبنان سباقاً عالمياً بهدف احتلال أحد المواقع السبعة الأولى في لائحة العجائب الطبيعية السبع الأولى في العالم. وتتنافس عبر الإنترنت مغارة جعيتا، في مواجهة مواقع عالمية مشهورة مثل نهر الأمازون في البرازيل وغابته العملاقة، وجزر المالديف وجبال كيليمنجارو في أفريقيا، وجبال الشعب المرجانية في بحر أوستراليا، وغيرها منلمواقع يبلغ عددها 28 من أصل 440 موقعاً عالمياً تمت تصفيتها منذ بداية المسابقة.
لماذا مغارة جعيتا على لائحة عجائب الدنيا السبع؟ ما الذي يميّزها عن بقيّة مغارات العالم؟
حين تقصد مغارة جعيتا تذهلك هذه المشاهد، لكن من دون معرفة الوقائع العلمية والخصائص والمقومات التي تتمتع بها وتميّزها عن غيرها منذ اكتشافها حتى اليوم. إلا أن خبيرة المغاور وأحد مؤسسي "الجمعيّة اللبنانية لدراسة المغاور" بدر جبور جدعون تعتبر، في حديث إلى "النهار"، أن هذه المغارة هي الواجهة السياحية الفريدة من نوعها في لبنان والعالم العربي وربما في العالم. "ففي العالم العربي، لا مغاور تضاهي مغارة جعيتا من حيث جمالها وتكوينها، ومغاورها صغيرة وتفتقر إلى التكوينات الكلسية". وتضيف: "هناك مغاور كبيرة الحجم مثل مغارة "شيبس" في سوريا (7 كلم)، لكنها خالية من التكوينات الكلسية. كذلك، مغارة "ملح" في الأراضي الفلسطينية (8 كلم) لا يضاهي جمالها مغارة جعيتا"، والذي يميّز مغارة جعيتا عن سائر مغاور العالم، تقول جدعون، "إن كل المكونات والخصائص الموجودة فيها غير متوافرة في مغارة واحدة في العالم، مع أن ثمة مغاور في دول العالم رائعة الجمال، إلا ان هذه الخصائص قد تكون في جزء من مغارة واحدة في العالم أو موزعة على مغاور عدّة". وكخبيرة في مجال استكشاف ودراسة المغاور منذ العام 1988، ترى أن لمغارتنا موقعاً يقدم للسائح هواية استكشاف الطبيعة والاستمتاع بالمشاهد الكارستية العظيمة التكوينات الكلسية والضخمة الصالات والممرات.
فيزيائية وتاريخية
تدعم جدعون موقفها وموقف خبراء كثر من أن المغارة تستحق أن تكون على اللائحة العالمية، من خلال الوقائع العلمية التي ميّزتها بخصائص فيزيائية، تاريخية وتكوينية، "كونها تتمتع بالكثير من المميزات والخصائص."
وما الدليل الى ذلك؟
إنها تقع في أحضان وادي نهر الكلب، وتتربع على عرش المغاور الطبيعية المنتشرة في لبنان، "ويتجاوز طولها 9 آلاف متر (هناك أجزاء منها ما زالت طور الاستكشاف)، والمياه عامل رئيسي في تكوينها، وهي أجمل مغاور لبنان وأطولها وأكبرها على الرغم من وجود مغاور مشابهة لها، كمغارة قاديشا."
وتلفت جدعون إلى أن مغارتنا تتكون من طبقتين، الطبقة العليا التي تم اكتشافها العام 1958 بعد تأهيلها "تمنح زائرها متعة السير على الاقدام بعد عبور نفق يبلغ نحو 120 متراً، ليطل من الممرات على عالم من الاقبية الهائلة الارتفاع، الموزعة فيها الاغوار والصواعد والنوازل والاعمدة وما اليها من اشكال مختلفة موشاة بالتبر البراق، تضاهي مثيلاتها في المغارة السفلى التي يعود اكتشافها الى ثلاثينات القرن التاسع عشر، مع رحلة المبشر الاميركي وليام طومسون". وكان طومسون توغل فيها نحو خمسين متراً، ثم اطلق النار من بندقية صيد كان يحملها وادرك من الصدى الذي احدثه العيار الناري، ان ثمة امتداداً جوفياً على جانب كبير من الاهمية.
تقتصر زيارة مغارة جعيتا السفلى على عبور نحو 600 متر في المياه من اصل نحو 6910 امتار، تم استكشافها حتى الآن، كما تفيد، "وتتم في قوارب صغيرة تنقل الزائر عبر مسطح مائي متعرج يقطع سكونه هدير المياه الجوفية وتحيط به اعمدة من الصواعد والنوازل التي نحتت فيها الطبيعة على مدى ملايين السنين". ويقف عند مدخل المغارة "حارس الزمن"، المنحوتة الأضخم في الشرق الاوسط بارتفاع 6 امتار و60 سنتم وبوزن 75 طناً.
اكتشافات قديمة
تبعد مغارة جعيتا من وسط بيروت 20 كلم تقريباً وترتفع 100 متر عن سطح البحر وتبعد من الشاطىء اللبناني 5 كلم، مما يسهّل وصول الزائرين إليها. أما الخصائص التاريخية في محيط المغارة، وفق جدعون، فهي "آثار سكن من العصر الحجري في مغارة صغيرة، إذ عثر على آثار تصنيع آلات صيد ورؤوس حربية من العصر الحجري تعود إلى العصر الباليوتيكي، اي قبل مليون و500 سنة" وتضيف أنه بين عامي 1873 و1874 اكتشف المهندسان وليم ماكسويل وهاكسلي ودانيال بلس من الجامعة الأميركية في بيروت 1060 متراً في المغارة من خلال رحلات لدراسة كيفية استثمار مياه النهر الجوفية، وتوقفت الاكتشافات امام الشلالات في الداخل التي عرفت آنذاك بشلالات الجحيم". تم توثيق هذه الرحلات على ورقة وضعت في زجاجة على صاعدة موجودة على بعد 625 متراً من المدخل السفلي، وحفرت الأسماء وتاريخ الرحلات على جدار مدخل الشلالات."
وتلفت جدعون إلى خصائص المغارة التكوينية والجمالية، كونها تحوي صالات من ناحية الطول والعرض تتعدى 100 متر، وفيها أقبية ضخمة الإرتفاع تضيف قيمة خاصة تميزها عن المغاور في العالم. وإلى ذلك، تشكل جعيتا "مختبراً علمياً من المعلومات الجيومرفولوجية عن أسرار تكوين جبل لبنان وارتباطه بتكوين نهر الكلب". وتعتبر جدران المغارة "مجلداً من المعلومات المختبئة بالتكوينات المحيطة، وتمت دراسة هابط كلسي مكسور أعطى معلومات تعود إلى 13 الف سنة"، والسؤال المطروح للدراسة: متى أنكسر الهابط الكلسي ليفيد بمعلومات عن مرحلة 13 الف سنة إلى الوراء؟ وهل هذا التاريخ يدلنا إلى تاريخ المغارة أو تاريخ الهابط نفسه؟
لم نتفق على عجائب لبنان في السياسة فلنتوحد على عجيبة الطبيعة في لبنان ولنشارك في التصويت عبر موقع:
www.new7wonders.com/vote