النهار – رلى خالد
تنمية الريف وتشجيع العودة الى الزراعة الطبيعية، والتوعية على أهمية حماية البيئة من التلوّث، وتثبيت الأهالي في قراهم وبلداتهم، كان شعار اليوم البيئي الزراعي الذي نظّمته "الجمعية التعاونية الزراعية" في بلدة صيدون، قضاء جزين
تضمّن اليوم البيئي أنشطة منوّعة، تخلّلتها محطات في شوارع البلدة عُرضت فيها منتجات زراعيّة وبلديّة محلية وأشغال يدوية، تلاها غداء قروي.
وقدّم متخصّصون شروحاً للزوّار عن تربية النحل التي تتميّز بها صيدون، وفوائد العسل البلدي، الى محطة لتعليم زراعة نبتة الخزامى وإكليل الجبل في مستوعبات قابلة للتدوير، وكيفيّة تحويل بعض العلب الكرتونية مستوعبات خاصة لإطعام الطيور، وذلك للحدّ من تلوّث البيئة بالنفايات. كذلك نظّمت جولات في الأراضي المزروعة بالتبغ والزيتون والعنب.
ورأت عضو التعاونية الزراعية ريتا الخوند، "أن هذا اليوم يعتبر اختباراً تحضيرياً لإنشاء سوق دائمة للمنتجات البلدية والزراعية في البلدة، كلّ يوم أحد، تستقطب أهالي البلدة المقيمين في العاصمة، على أن نلجأ إذا لاحظنا تجاوباً، الى شبكة توصيل المنتجات الى خارج المنطقة، وصولاً الى تحديد نقاط بيع ثابتة في العاصمة
وأشارت الى أن الهدف الأساسي للمشروع، هو العودة الى الزراعة الطبيعية الخالية من المواد الكيميائية المضرّة، وتوفير فرص عمل في المناطق الريفيّة، وتشجيع الأهالي للعودة الى الزراعة كمورد أساسي، مع تأمين سوق لتصريف المنتجات، علماً أن التحدّي الأبرز هو اقناع الناس بجدوى المشروع".
اختتم اليوم المميّز بعرض فنّي قدمه أكثر من 30 فناناً ومدرباً، جاؤوا خصيصاً من لبنان وفلسطين وفرنسا وإيطاليا والبرتغال في ورش عمل مسرحية (تمثيل، حكواتي، دمى ورقص)، لإبتكار مشاهد عن موضوع "الربيع"، وذلك في سياق نشاط الشبكة الأورو متوسطية للجمعيات الفنيّة Voyages du geste التي اختارت صيدون لتقديم نشاطاتها الفنيّة، من 3 إلى 18 آب 2013، مع أكثر من 30 فناناً ومدرّباً من أوروبا والشرق الأوسط، بعنوان "بحثًا عن الربيع". المشروع من تنظيم جمعية "خيال" للتربية والفنون، بالاشتراك مع سوبيتو برستو (فرنسا)، ومسرح الحارة (فلسطين) Propositário Azul (البرتغال) Corai(ايطاليا) وتموّله جزئياً مؤسسة "آنّا ليند"، بالتعاون مع بلدية صيدون واتحاد بلديات منطقة جزين.
وكان الفنانون الذين أقاموا في صيدون على مدى أسبوعين، اختاروا البلدة لتفعيل النشاطات الثقافيّة فيها والمساهمة في تنميتها. وهي المرة الأولى منذ تأسيس الشبكة، التي يتم فيها تنظيم الإقامة في بلد عربي، ممّا يُعدّ حدثاً مميّزاً وفريداً في المنطقة، خصوصاً حيال تعدّد الثقافات وتنوّع الخلفيات الفنيّة.ش